Skip to main content

يقال أن الصورة عن ألف كلمة وهذا القول يعكس مدى قدرة الصورة على نقل الرسائل بشكل أسرع وأكثر تأثيرًا مقارنة بالنصوص الطويلة، حيث يمكن للمستهلك أن يتفاعل مع الصورة في بضع ثوانٍ فقط ويفهم مغزى الرسالة.

تلعب الصورة دورًا محوريًا في عالم الإعلان والتسويق؛ فهي ليست مجرد أداة لنقل المعلومات، بل وسيلة مؤثرة تشكل وتؤثر على إدراك المستهلك وتوجهاته، يمكن للصورة أن تخلق ارتباطًا عاطفيًا، وتُبنى في ذهن المستهلك صورة نمطية عن المنتج أو الخدمة، مما يجعلها وسيلة فعالة لتحقيق أهداف الإعلان.

ولها تأثير نفسي على المستهلك حيث تعمل الصور على تحفيز استجابات عاطفية وتؤثر بشكل مباشر على مشاعر المستهلك، هذه التأثيرات ليست عشوائية؛ فبعض الألوان، والتكوينات البصرية، والأشكال يمكن أن تثير استجابات محددة، على سبيل المثال، الألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي قد تثير مشاعر الإثارة والحماس، بينما الألوان الهادئة مثل الأزرق والأخضر تعكس الهدوء والراحة.

الإعلانات تعتمد بشكل كبير على الصور لتكوين صورة نمطية في ذهن الجمهور، عندما يرى المستهلك صورة معينة مرتبطة بمنتج أو خدمة، تتشكل لديه توقعات معينة حول هذا المنتج أو الخدمة على سبيل المثال، استخدام صور لأشخاص يرتدون ملابس راقية في إعلانات السيارات الفاخرة يساعد في خلق تصور بأن هذه السيارات موجهة للأشخاص الناجحين أو ذوي المكانة الاجتماعية العالية.

على سبيل المثال، قامت شركة “Coca-Cola” باستخدام صور في إعلاناتها على مدى عقود تعكس الاستمتاع والمرح، مما ساعد على ربط المنتج بمشاعر السعادة والراحة الاجتماعية، هذه الصور أصبحت جزءًا من الهوية النفسية للعلامة التجارية، وإعلانات الجمال ومستحضرات التجميل غالبًا ما تعتمد على صور لنماذج مثالية للجمال، مما يخلق توقعات حول ما يجب أن يبدو عليه الشخص ليكون جميلًا، هذه الصور ترسم صورة نمطية للجمال وتؤثر في إدراك المستهلك لمعايير الجمال، وإعلانات السيارات الفاخرة غالبًا ما تصور السيارات في بيئات فاخرة مع خلفيات راقية، مما يعزز فكرة أن هذه السيارات مرتبطة بالرفاهية والمكانة الاجتماعية.

الصورة ليست فقط قادرة على تحفيز المشاعر، بل تُعتبر وسيلة لرسم القصص، الإنسان بطبيعته كائن بصري يميل إلى استيعاب المعلومات بشكل أسرع وأكثر فاعلية من خلال الصور مقارنة بالنصوص، لذا استخدام صور توصل رسالة أو قيمة معينة يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد.

وفقًا لدراسات في علم النفس، الصور يمكن أن تكون أكثر فعالية في تذكر المعلومات مقارنة بالنصوص، وهنا نستذكر مقولة من عالم الإعلانات ديفيد أوجيلفي: “الإعلانات التي تعتمد بشكل كبير على الصورة هي الأكثر تأثيرًا، لأنها تتيح للمستهلك أن يخلق قصة في عقله.”

باختصار، الصور تلعب دورًا جوهريًا في تشكيل الرسائل الإعلانية وتأثيرها على المستهلك، من خلال الصور يمكن للعلامات التجارية أن ترسم صورة نمطية في ذهن المستهلك وتؤثر في سلوكياته وقراراته الشرائية، استخدام الصور بذكاء في الإعلانات يمكن أن يعزز من قوة الرسالة ويترك أثرًا طويل الأمد.

للإشتراك في القائمة البريدية:


Leave a Reply